حياته
ولد
عالم الكيمياء جون دالتون في قرية إنكليزية صغيرة تدعى (ايكزفيلد
كمبرلاند) نشأ في اسرة فقيرة كان أبوه نساجا وتوفي اثنان من اخوته جوعا
وبردا، لمع منذ اعوامه الدراسية الأولى في الرياضيات وحل مسائل رياضية
معقدة وفي الخامسة عشرة من عمره أصبح استاذا في مدرسة القرية ثم تركها
وانتقل إلى كندال العام 1781 حيث عمل مدرساً أيضا.
جند دالتون مرصدا
صغيرا لمراقبة الأحوال الجوية ووضع جداول لتسجيل المعطيات اليومية لكل من
الضغط الجوي وكمية المطر والرطوبة والرياح وغيرها.
تعلم دالتون على يد
العلامة الضرير جون هوف اللغة اليونانية واللاتينية والفرنسية والرياضيات
ونال اعجابه وتقدير زملائه وسكان المدينة. قام بكتابة مقالات في مجلة
لتبسيط العلوم ودرس المذهب الطبيعي في الفلسفة في الكلية الجديدة في
مانشستر وكندال في آن واحد معا. ثم انتقل كليا إلى مانشستر العام 1793.
الوسام الذهبي
زار
دالتون لندن سنة 1809 والتقى بكبار العلماء فيها، فعرضوا عليه دخول
الجمعية الملكية لكنه رفض لتعلقه بمانشستر، عينته اكاديمية العلوم
الفرنسية عضوا مراسلا وأصبح رئيسا للجمعية الادبية والفلسفية من مانشستر
العام 1817 وفي العام 1822 سافر بعدها إلى باريس والتقى جميع العلماء
لاسيما بالعالم غي لوساك. ثم عاد إلى مانشستر ووضع جدولا للاوزان الذرية
لمعظم العناصر وكان يقوم بتجديده دائما وفي سنة 1826 منحته الحكومة
الإنكليزية وساما ذهبيا تقديرا لاكتشافاته في الكيمياء والفيزياء ومنحته
بلدية مانشستر لقب مواطن شرف واقامت له تمثالا في أكبر قاعاتها Town-Hall.
النظرية الذرية
يعتبر
دالتون أبا للكيمياء الحديثة وذلك بعد أن اقترح النظرية الذرية للمادة
حوالي العام 1803 ان نظرية دالتون تعتمد على قوانين بقاء الكتلة والنسب
الثابتة والتي اشتقت من العديد من الاستنتاجات المباشرة، تتكون المادة من
العديد من الجسيمات الغير قابلة للتجزئة تسمى الذرات، اما محتوى نظرية
دالتون هو ان المادة تتكون من العديد من الجسيمات غير القابلة للتجزئة
تسمى الذرات إضافة إلى ان كل ذرات العنصر تتميز بنفس الخواص (الحجم -
الشكل - الكتلة) والتي تختلف باختلاف العناصر. كما أن التفاعل الكيميائي
يحدث عند تبديل وضعية الذرات وتحويلها من منظومة لأخرى.
لقد اثبت نجاح
نظرية دالتون عبر تفسيرها لبعض الحقائق القائمة في ذلك الوقت كما أنها
استطاعت أيضا التنبؤ ببعض القوانين غير المكتشفة.
1- تضمنت هذه النظرية
قانون حفظ الكتلة حيث ان التفاعل الكيميائي لايفعل شيئا سوى اعادة توزيع
الذرات ولم تفقد اي ذرة في هذه المنظومة وبالتالي تظل الكتلة ثابتة عند
حدوث التفاعل.
2- فسرت نظرية دالتون قانون النسب الثابتة بافتراضها ان
المادة تتكون من عنصرين B,A وان اي جزيء من هذه المادة يتكون من ذرة واحدة
من A وذرة واحدة من B (يعرف من الجزيء بانه مجموعة ذرات مترابطة مع بعضها
بقوة تسمح لها بالتصرف أو اعادة التنظيم كجسيم واحد كما افترض أيضا ان
كتلة الذرة A تكون ضعف كتلة الذرة B وبالتالي فان الذرة A تساهم بضعف
الكتلة التي تساهم بها الذرة B في تكوين جزيئي واحد من هذه المادة الامر
الذي يعني ان نسبة كتلة الذرة A إلى الذرة B هي ½. اما إذا اخذنا مجموعة
كبيرة من جزيئات هذه المادة فاننا نجد دائما ان عدد ذرات A مساو لعدد ذرات
B الامر الذي يعني انه بغض النظر عن حجم العينة فاننا نحصل دائماً على
نسبة كتلة B-A تساوي ½ وبالمثل إذا فاعلنا A مع B لنحصل على هذا الجزيئي
سنجد ان اي ذرة من A تتحد مع ذرة واحدة من B اما إذا خلطنا 100 ذرة من A
مع 110 ذرة من B نجد انه قد تبقت 10 ذرات من B غير متفاعلة بعد اكتمال
التفاعل.
تنبأت نظرية دالتون بقانون النسب المتضاعفة: عند تكوين مركبين
مختلفين من نفس العنصرين فان كتلتي أحد العنصرين اللتين تتفاعلان مع كتلة
ثابتة من العنصر الاخر تكونان في شكل نسبة عددين بسيطين وصحيحين.
الأوزان الذرية
توصل
إلى وضع فكرة الاوزان الذرية النسبية للعناصر الكيميائية وحين القى أول
محاضرة في هذا المجال ادهش العلماء وفتح اذهانهم حول امور كثيرة فقد وضع
المبدأ لكنه وجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى حقيقة الامر بعد أن كانت نتائج
ابحاثه خطأ لكن المبدأ الذي عمل على اساسه كان سليما مثلا الاوكسجين عنده
7 بدلا من 16.
عمى الألوان
شرع دالتون وللمرة الأولى في
التاريخ بتحليل ادراكه الذاتـي للنور، عاد إلى الطبيعة والى طفولته
المفتونة بعلم النبات حيـث بدا له لـون زهـرة البرسيم الزهري ازرق زاهيا
ولون زهرة ابنة الراعي ازرق عندما كان يقطفها في الخارج وبعدها يحضرهـا
الـى المنزل وينظر إليها قرب ضوء الشمعة يتبدل لونهـا بطريقـة غريبـة مـن
اللـون الازرق إلى اللـون الاصفـر، تأمـل دالتون فـي هـذه المسألـة وهـل
كـان هذا الادراك خاصا به فقط؟ سأل دالتون تلاميذه في المدرسة فظهر 4 أو 5
فتيان يعانون من نفس المشكلة، لقد كان دالتون الرائد في تحديد العمى
اللوني ودراسته علميا ودعيت هذه الحالة بـ الدالتونية ولغاية الآن في
فرنسا لا زالت تدعى بهذا الاسم. لقد ظن دالتون ان سبب عمـاه اللونـي وجـود
سائل ازرق داخـل عينـيه لذا طـلب مـن طبيبـه رانسوم ان يستخدم احدى عينيه
ويشرحها ونفـذ رانسوم الوصيـة واستخرج احـدى مقلتـي عيني دالتـون ولم نجـد
سائلا ازرق لذا اعتقد رانسوم ان المشكلة لها علاقة بامر نفسي امر بين
الدماغ والعين.
انجازاته العلمية
نشر عدداً من الابحاث في تفنيد السيمياء (الكيمياء القديمة).
النظرية الذرية في الكيمياء.
محاضرات في عمى الالوان.
من أهم مؤلفاته نظام جديد للفلسفة الكيميائية سنة 1808.
الحياة الشخصية والعامة
لاف الكيمياء فقد اهتم دالتون بدراسة الغازات والطقس. كما أنه اكتشف عمى الألوان لدى بعض الناس، وقد كان هو نفسه من هؤلاء.
وفاته وذكراه
توفـي
دالتون في 27 تموز 1844 فاهتزت مانشستر للنبـأ ونكست الاعـلام لمـدة
اسبوعيـن دفـن في مدافـن اردفيـك بعد أن بقـي العالم يمر امام جثمانه لمدة
اسبوعين.