بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد للهنحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد اللهفلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهدأن محمد عبده ورسوله
أما بعد..
فإن الأولاد منالأبناء والبنات والذريّة هم قرة عين للآباء والأمهات ولهذا ذكر الله تعالى في دعاءعباد الرحمن (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَاوَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان:74) وحتى يكون هؤلاء قرة أعين لا بد من تنشئتهم تنشئة صالحه ولذلك أمرالله تعالى برعاية الأهل والأولاد وتنشئتهم على خصال الخير والرشاد وأمر بحفظهم عنكل ما يؤدي الى الفساد فقال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُواأَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَامَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَايُؤْمَرُونَ) (التحريم:6) إنها تربية تنطلق من المسؤولية إذا علم كل انسان منا أنهموقوف بين يدي الله فمسؤول" كلكم راع ومسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهومسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم" كما قال النبي صلىالله عليه وسلم والحديث في الصحيحين .
وهذه التربية الصالحه للأولادينتفع بها الأباء والأمهات في الدنيا والآخرة وتعود بالبركة على الأسرة بأجمعها أمافي الدنيا فمعلوم مما يحصل من البر منهم وكذلك من فعلهم للحسنات وكونهم قدوة فيالخير وشامة بين الناس يغبطك عليهم الآخرون مما يرون من صلاحهم ودينهم وأما فيالآخرة فهم حسنات جارية تكتب في صحائف أعمالك فترتقي بها عند الله ألم يقل النبيصلى الله عليه وسلم " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة ..... أو ولد صالحيدعو له " الولد يشمل الذكر والأنثى إذاً هذا عمل لا ينقطع ويجري للأب في قبره أنيكون عنده إبن أو بنت ( أي ولد كل مولود من ذكر أو انثى فهو ولد) يدعو له بل حتىإذا دخل الجنة يستفيد قال صلى الله عليه وسلم " إن الرجل لترفع درجته في الجنةفيقول أنى هذا فيقال باستغفار ولدك لك " كما أن الولد ينتفع بصلاح أبيه في الدنياوقد قال تعالى (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِيالْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاًفَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَارَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ...) (الكهف:82) فحفظ الله الذرية بصلاح الأب وكذلك فإنالرجل الصالح يُحفظ في ذريته وبركته تشمل أولاده من بينين وبنات فالمنفعة متبادلةبين الأصول والفروع يستفيد هؤلاء من صلاح هؤلاء وأولئك من صلاحهم.
عباد الله إن التربية عملية مهمة صعبة خصوصاً في هذا الزمان الذيعم فيه الفساد وطم ولا بد من الإهتمام وتوجيه العناية للذكور والاناث بل ربما كانتبعض الاناث في بعض الحالات أصعب وقضية البنات خطيرة ومهمة وكانت عادة الجاهليةالأولى كراهية البنات ودفنهن أحياء في القبور (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْبِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِمِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِيالتُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (النحل).
ومن الذي ابتدعهذه البدعة؟؟ قيس بن عاصم التميمي كان بعض اعدائه أغار عليه فأسر بنته فاتخذهالنفسه ثم حصل بينهم صلح فخيّر إبنته فاختارت زوجها ولم ترد أباها فآل قيس على نفسهأن لا تولد له بنت إلا دفنها حية فتبعه العرب في ذلك " من سنة سيئه فعليه وزرهاووزر من عمل بها الى يوم القيامة " ولذلك يروي أحد المسلمين التائبين في العهدالأول حاكيا الحال المؤلم التي كانوا عليها "إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان فكنانقتل الأولاد وكانت عندي إبنة لي فلما أجابت وكانت مسرورة بدعائي إذا دعوتهافدعوتها يوماً فاتبعتني فمررت حتى أتيت بئر من أهلي غير بعيد فأخذت بيدها فرديت بهافي البئر وكان آخر عهدي بها أن تقول يا أبتاه يا أبتاه" (رواه الدارمي) ومع ذلك لميرحم استغاثتها فقذفها في ذلك الطوي وكانوا في صفة الوادي علىطريقين:
• أحدهما أن يأمر أمرأته اذا قرب وضعها أن تطلق (طلقاتالنفاس ) بجانب حفيره فإذا وضعت ذكراً أبقته وإذا وضعت أنثى طرحتها في الحفيرهمباشرة
• ومنهم من كان اذا بلغت البنت ست سنوات قال لأمها طيبيهاوزينيها لأزور بها أقاربها ثم يبعد بها في الصحراء حتى يأتي البئر فيقول لها انظريفيها ثم يدفعها من خلفها ويطمها.
هكذا كانت قبائل العرب تفعل عرببغير إسلام بهائم بل هم أدنى من ذلك (.... إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْأَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44) وكان بعض العرب فيهم بقية من عقل لا يفعلون ذلكوينهون عنه بل ربما يفتدون البنات بالمال من آبائهن.
قال الفرزدق :
وجدي الذي منع الوائدات وأحيى الوئيد فلم يوأد
وكان جده قدبقي الى أن أدرك الإسلام أسلمت على ما أسلفت من خير.
ومن المؤسف أنالجاهلية الأولى تطل بقرونها على عصر الحضارة والرقي فعلى الرغم مما حصل من تقدمالأمم إلا أن هناك فئة غير قليلة لا زالت تحتقر الأنثى ولا ترغب فيها حتى في بلادالصين والهند جريمة الوأد منتشرة ، وهذه الصين التي تُحكم بالكفر لا يحق للأسرةبانجاب أكثر من طفل واحد ولأن الأبويين يريدان ذكراً فإنهم بمجرد أن يعرفا من خلالالأشعة السينية أن الجنين أنثى يقومان باجهاضه واذا ولدت دفنت (وَإِذَاالْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (التكوير) هكذا يفعل فقراؤهمالذين لا يملكون قيمة الأشعة لمعرفة جنس الجنين فإذا وضعتها أمها جعلتها في صندوقوألقتها الى قارعة الطريق لكي لا تحتسب من العائلة وهكذا في بعض أنحاء الهند عادةوأد البنات واجهاضهن بأساليب متناهية بالقسوة في القسوة حتى ربما استؤجر قاتل مأجورلكي يخنقها . وبقي عند بعضنا كره البنات وتعيير الزوجة إذا أتت بأنثى بل تطليقهاوتهديدها إذا جاءت بأنثى أخرى فما ذنب الزوجة ؟؟
ولذلك قالت القائلةلمن هرب عنها وتزوج غيرها لأن عندها بنات
مال أبي حمزة لا يأتينا .. ينام في البيت الذي يلينا
غضبان ألا نلد البنين .. تالله ما ذاك فيأيدينا
نحن كالأرض لزارعينا .. ننبت ما قد زرعوه فينا
عبادالله لا شك أن الذكر أفضل من الأنثى في الجملة أقوى وأقدر وأعقل يدبر أمره ويعينأباه اذا كبر وتبقى البنت عالة فهي ضعيفة تحتاج الى من ينفق عليها بل مصروفها أكبرمن مصروف الذكر من الحلي والثياب وفساتينها أغلى وزواجها مكلف وإذا طلقت ورجعت الىأبيها هم وغم كذلك اذا حدثت مشكلات بينها وبين زوجها فيقولون هم البنات الى المماتلكن يا عباد الله أن الشارع سبحانه وتعالى أن هذا ثقيل فإنه جعل أجراً يقابله لأجلثقله فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كنلهو ستراً من النار " (رواه البخاري) لما قال ابتلي ؟؟
لأن العربكانوا يكرهون البنات فجاء الشرع بزجرهم عن هذه الكراهية فرغب بتركهن وترك قتلهنفذكر الثواب الموعود به من أحسن إليهن وجاهد نفسه في الصبر عليهن فهو ابتلاء يعنياختبار لينظر عز وجل ماذا تفعل مع ابنتك أتحسن إليها أم تسيء إليها !! وفسره فيحديث آخر قال " فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن " وفي حديث ابن عباس عند الطبراني " فأنفق عليهم وزوجهن وأحسن أدبهن" وفي حديث جابر عند أحمد "يؤويهن ويرحمهنويكفلهن" وفي حديث ابن سعيد عند الترمذي فأحسن صحبتهن " وأتقى الله فيهن " .
عباد الله القضية الآن واضحه من الذي ينال الأجر ومن الذي يحجب عننار جهنم من الذي يوقى عذابها وحرها من الذي يحصل له هذا الشيء العظيم والميزةالكبيره كن له ستراً من النار من هذا الذي يحسن بهذا الإحسان ؟؟ ليست القضية أكلاًوشرباً ولبساً ً بل القضية أدباً ورحمة واتقاء الله والكفالة والتزويج نجمع ألفاظالوحي معاً لنعرف ما المقصود وهذه فائدة جمع الروايات في الحديث إن النبي صلى اللهعليه وسلم قال الحديث السابق في قصة جميلة روتها عائشة رضي الله عنها قالت : دخلتأمرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئاً غير تمره فأعطيتها اياها فقسمتهابين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلمعلينا فأخبرته فقال صلى الله عليه وسلم من" ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهنكن له ستراً من النار " إن لفظت الإحسان كما فهم بعض شراح الحديث ليس فقط مقدارالواجب إنما الإحسان ما يزيد على الواجب فهو مزيد إعتناء وفي الحديث تأكيد حقالبنات لما فيهن من الضعف غالباً على القيام بمصالح أنفسهن بخلاف الذكور الذين فيهمقوة البدن وجزالة الرأي وإمكان التصرف في الأمور وهكذا.
سئل الشيجعبد العزيز بن باز رحمه الله عن الإحسان المذكور في الحديث فقال الإحسان الى البناتونحوهن يكون بتربيتهن التربية الإسلامية وتعليمهن وتنشأتهن على الحق والحرص علىعفتهن وبعدهن عن ما حرم الله من التبرج وغيره . وبذلك يعلم بأنه ليس المقصودبالاحسان الأكل والشرب والملبس فقط بل المراد ما هو أعم من ذلك من الإحسان اليهن فيعمل الدين والدنيا .
عباد الله القيام على الإناث مسؤولية ولذلك جاءأجر عظيم بإزائه ومقابله فروى مسلم عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "منعال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه " من ربى ابنتين صغيرتينسواء كانتا بنات له مباشرات أو حفيدات أو أخوات وقام بمصالحهن من الكسوة والنفقةوالتربية والاحسان والتأديب حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه صلى اللهعليه وسلم دخل الجنة مصاحبا لي وكان قريبا منى " ما من رجل تدرك له ابنتان فيحسنلهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة " عباد الله الأجر عظيم ولكن لمن ؟؟لمن أحسن وليس لمن أساء وأفسد قال الحسن رحمه الله البنات حسنات والبنون نعموالحسنات مجزيٌ عليها و النعم محاسب عليها .
عباد الله أن تراها منالناحية الأخرى التي لا يراها كثيرون ولذلك عندما ذُكرت البنات عند أحد الخلفاء قالأحد الأعراب " دعهن عنك يا أمير المؤمنين فإنهن يقرب البعداء ويلدن الأعداء قال لهآخر ممن يفقه ويحك لا تسمع له يا أمير المؤمنين فوالله ما قام بحق مريض ولا رحمكبيرا ولا أعان على نوائب الدهر إلا هن" ولذلك تجد اليوم في المدرسات والعاملات منتنفق على أبويين شيخين كبيرين ما لا ينفق عليهما الأبناء الذكور ويتفطن لهما فيالمرض ما لا يهتم به الذكور عباد الله وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أنتحبوا شيئاً وهو شر لكم وكم من ذكر كان وبالاً على والديه وكم من بنت كانت رحمةعليهما والإنسان اذا ربى الجميع على الطاعة فالغالب أنه سيحصل على نتيجة جيدةالمجتهد له نصيب كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بأمر البنات فكان يحمل أمامةبنت زينب في الصلاة فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها (رواه البخاري) يريد صلى اللهعليه وسلم أن يدفع عمليا ما عند العرب من كراهية البنات وهكذا خالفهم حتى في الصلاةللمبالغة في ردعهم وكذلك فإن عنده الشفقة والرحمة صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضيالله عنها قالت " أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم لاتخطئ مشيتها مشيته فقام اليها النبي صلى الله عليه وسلم وقال مرحبا بابنتي ثمأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر لهاحديثا فضحكت فقلت ما رأيت اليوم فرحاً أقرب الى حزن فسألتها فقالت ما كنت لأفشي سررسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت أسرالي أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلاحضر أجلي وانك أول أهل بيتي لحاقاً بي فبكيت فقال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهلالجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك " .
وهكذا كان عليه الصلاةوالسلام يأتي بنته التي لها ابن على فراش الموت، لما أرسلت اليه احدى بناته تدعوهتخبره أن صبياً لها في الموت أمر الرسول أن يرجع اليها فيخبرها أن لله ما أخذ ولهما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فالتصبر ولتحتسب" وهذه أفضل صيغ التعزية أنتقول لمن مات له ميت أن تقول له إن لله ما أخذ وله ما اعطى وكل شي عنده بأجل مسمىفاصبر واحتسب فقال إنها قد أقسمت لتأتينها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معهسعد بن عبادة ومعاذ ابن جبل وقال أسامة انطلقت معهم فرفع اليه الصبي ونفسه تقعقعكأنه في شنه اضطراب الروح في الجسد عند الغرغرة عند الموت ففاضت عيناه صلى اللهعليه وسلم فقال له سعد ما هذا يا رسول الله قال" هذه رحمة جعلها الله في قلوب عبادةإنما يرحم الله من عباده الرحماء".
هل انتهت مسؤولية النبي عن ابنتهفاطمة عندما زوجها ابن عمها ؟كلا بل كان يأتيهما ولما شكت اليه ما تلقى من أثرالرحا فإن النبي صلى الله عليه وسلم علمها أن تكبر أربع وثلاثين وتسبح ثلاث وثلاثينوتحمد ثلاث وثلاثين وأن هذا خير لها من الخادم وقال صلى الله عليه وسلم أن فاطمةبضعة مني وإني أكره أن يسوأها أحد وهكذا عبر عن شعوره صلى الله عليه وسلم وكان يقبلشفاعتها حتى فيما شجر بين أزواجه .
عباد الله إن إكرام البناتوالعناية بهن والقرب منهن والتأديب والرعاية والشفقة عمل عظيم فأحسن الله الى منأحسن اليهن وأكرم الله من أكرمهن وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان
عباد الله ماذا أنتجت تلك التربيةالنبوية لفاطمة عليها السلام ؟؟ أنتجت شخصية عظيمة حتى في صغرها جريئة فيها عزةالإسلام ولما سجد النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة واقترح أبو جهل ذلك الإقتراحالأثيم أيكم يقوم الى سلا جزوز بني فلان فيأخذه ويضعه في كتفي محمد اذا سجد فانبعثاشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه فاستضحكوافاجعل بعضهم يميل على بعض من الضحك والإستهزاء قال ابن مسعود وأنا قائم أنظر لوكانت لي مناعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليهوسلم ساجد لم يرفع رأسه حتى انطلق انسان يخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه ثماقبلت عليهم تشتمهم هكذا تفعل الصغيرة هذا الموقف الجرئ وتقبل على عظماء الكفاربهذه القوة رضي الله عنها وهكذا كانت نعم الزوجة لعلي رضي الله عنه وتحملت المشاقوجاءت تشكي الى أبيها مرة من الخشونة في يدها من أثر العمل في البيت وليس عندهاخادم .
أيها الأخوة هكذا تكون تربية البنت مفيدة لها في المستقبلمعودة لها على تحمل المسؤولية ومشاق العمل .
وبنت سعيد المسيب خطبهاعبدالملك الخليفة لابنه الوليد من أدبها وجمالها فأبى عليه سعيد لا يزوج الوليد فلميزل يحتال عبد الملك عليه حتى ضربه مئة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسهجبة صوف نوع من التعذيب ليرضخ فلم يرضخ سعيد يقول ابن ابي وداعة كنت أجالس سعيد ابنالمسيب ففقدني أياماً فلما جئته قال اين كنت قلت توفيت أهلي فاشتغلت بها (زوجتهماتت) فقال ألا أخبرتنا فشهدناها ثم قال هل استحدثت امرأة فقلت يرحمك الله ومنيزوجني وما أملك الا درهمين أو ثلاثة فقال أنا فقلت وتفعل قال نعم ثم صلى وتحمد علىالنبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو قال ثلاثة وهذا محمول على أن سعيديعلم بأن ابنته سترضى بمن اختاره زوجاً لها وتعرف بأنه يعمل لمصلحتها فهي لا تعارضاباها يقول ابن ابي وداعة فقمت ولا أدري ماذا أصنع من الفرح فصرت الى منزلي وجعلتأتفكر فيمن أستدين (ليكمل الزواج) فصليت المغرب ورجعت الى منزلي وكنت وحدي صائماًفقدمت عشائي أفطر وكان خبزاً وزيتاً فإذا بابي يقرع فقلت من هذا؟ فقال سعيد فأفكرتفي كل من أسمه سعيد الا ابن المسيب ( لم يخطر بباله بأن يأتيه الشيخ وهو قابله قبلقليل) فإنه لم يُرى أربعين سنة الا بين بيته والمسجد فخرجت فإذا سعيد فظننت أنه قدبدله (سيتراجع ) فقلت يا أبا محمد ألا أرسلت الي فآتيك فقال لا أنت أحق أن تؤتى أنككنت رجلا عزباً فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك (فالفترة بين العقد والدخلة صعبةزواج مع وقف التنفيذ ) فهذه امرأتك فاذا هي قائمة من خلفه في طوله ثم أخذها بيدهفدفعها في الباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب (أغلقتهباحكام ) ثم وضعت القصعة في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت السطح فرميت الجيرانفجاؤوني قالوا ما شأنك فأخبرتهم ونزلوا اليها وبلغوا أمي فجاءت وقالت وجهي من وجهكحرام إن مسستها قبل أن اصلحها الى ثلاثة أيام فأقمت ثلاثاً ثم دخلت بها فإذا هي منأجمل الناس وأحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلموأعرفهم بحق زوج هذه هي بنت سعيد ابن المسيب قال فمكث شهراً لا آتي سعيد ابن المسيبثم أتيته وهو في حلقته جلس يتعلم من البنت معلومات ابيها انقطع شهرا مما راى منالعلم فسلمت فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض المجلس فلما لم يبق غيري قال ماحال ذلك الإنسان قلت خيراً يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو قال ان رابكشيء فالعصا فانصرفت الى منزلي فوجه الي بعشرين ألف درهم اللهم ارحم سعيد ابن المسيبوارحم من يحسن الى بناته يا رب العالمين .
عباد الله لم يكن ذلكالمجتمع الأول يفرض فقط هذا الحفظ والتعليم الشاق على النفوس بدون أن يكون هناكمراعاة للشعور بل كانت هناك لعب للبنات وعائشة كان لها لعب وكان النبي صلى اللهعليه وسلم يسرب اليها بنات في مثل سنها ليلعبن معها وعائشة كانت على الأرجوحه عندماأخذت للزواج إذاً كان هناك اهتمام بلعب البنات وحاجة البنات النفسية للعب كانت علىالأرجوحه قال بعض العلماء هي مثل التي نعرفها اليوم وقيل بعضهم هي الخشبة التي يجعلوسطها على مكان مرتفع يجلسون على طرفيها يحركونها فترتفع من جانب وتنزل من جانبإذاً كان هناك اهتمام بهذه الحاجة النفسية لماذا ابيحت اللعب مع أنها في الأصلممنوعه في الشرع ذوات الأرواح لكن هيكل رأس ويدين ورجلين بدون تفاصيل لماذا ؟؟
لأجل مراعاة حس الأمومة عند البنات تنمية غريزة الأمومة و تنميةقضية الأولاد لأنه هكذا سيكون لها شأن في المستقبل تنتج ذرية وليست تعمل في مصنعولا تسوق شاحنة كما يريد لها اعداء الله .
عباد الله الإحسان الىالبنات بعمل ما فيه المصلحة حتى في غرفتها ،ترفيه بضوابط شرعية وتعليم القرآنوالسنة وتعويد على كافة ظروف المعيشة تاجر يستطيع ان ينزل بناته في فنادق خمس نجومومع ذلك كان ينزلهن أحيانا اذا سافر في فندق متواضع ليعودهن الآن لمواجهة عيش فيالمستقبل لا يدرى كيف هو .
كان بعض المشايخ يقتصر على نوعين منالفاكهة ويقول أخشى أن يتعودن على الأصناف المتعددة فتتزوج احداهن بفقير فتقول كانابي يأتي بكذا ويشتري كذا وكذا .
هذه التربية والتهيئة للمستقبلعباد الله ليست الرحمة بالبنات أن تتركها تذهب الى السوق مع السائق بمفردها ليستالرحمة بالبنت ان تتركها مع جوال ومستقبل قنوات فضائية ليست الرحمة بها ان تتركهاتذهب الى بيت اي صديقة أن تمكنها من عمل الحفلات الماجنات وأن تدعو البنات الىالفنادق الفخمة و المطاعم لعمل حفلة نجاح أو عيد ميلاد ليست الرحمة بها أن تتركهاتعبث بالقنوات وتعجب بالمغنين والمغنيات والممثلين والممثلات وتستقبل رسائلالجوالات من البنات ما يشيب به الرأس اليوم وتقول لصاحبتها اسرعي افتحي القناةالفضائية فيها المغني فلان يقول إني معجب بالبنات وتلك تقص شعرها على حسب هذاالمغني وتترك في ميزان نقل الأخبار كما يتناقلن اليوم الإشاعات والخوف والوجلوالرعب في سفاح الخبر عباد الله القضية مسؤولية .
اللهم إنا نسألكأن تعيننا على القيام بحقوق عبادك يا رب العالمين اللهم اعنا على تربية ابنائناوبناتنا اللهم إنا نسألك أن تهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وأن تجعلناللمتقين إماماً اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا سامحنا فيما قصرنا فيه منحقك يا رب العالمين اللهم إنا نسألك الجنة ما قرب اليها من قول وعمل ونعوذ بك منالنار ما قرب اليها من قول وعمل سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلينوالحمدلله رب العالمين .